الأسد: هدف زيارتي لباريس وضع رؤية إستراتيجية نظرا لفهم فرنسا قضايانا | |
"بحثت مع ساركوزي تعزيز التعاون مع اللوفر وعرض الآثار السورية في المتاحف الفرنسية" قال الرئيس بشار الأسد إن "دور فرنسا هام جدا في عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط", مشيرا إلى أن "هدف زيارتي إلى باريس وضع رؤية استراتيجية بعيدة المدى نظراً لفهم فرنسا التاريخي لقضايا المنطقة". |
وأضاف الأسد خلال لقائه في مقر إقامته بباريس يوم الجمعة مفكرين وكتاب ورؤساء تحرير صحف فرنسية أن "الحوار مع المفكرين والكتاب يكتسب أهمية كبيرة لدورهم في التأثير في الرأي العام والمساهمة في التقارب بين الشعوب ونقل الصورة الصحيحة عن قضايا الشرق الأوسط إلى فرنسا وأوروبا عموماً".
وتعاني القضايا العربية عموما وقضية نزاعهم مع إسرائيل خصوصا, وفق تقارير رسمية عربية ومتخصصة, من "تشويه" إعلامي يستهدف "طمس" الحقائق لدى الغرب الأمر الذي يؤثر سلبا على مواقفهم إزاء القضايا العربية.
وأشار الأسد إلى أن " موقف سورية من عملية السلام مستند إلى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية والقاضية بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة", مؤكداً أنه "لا سلام دون عودة الجولان كاملاً لسورية وأن الاحتلال هو أساس المشكلة وبانتهائه تزول المستوطنات".
وكان الأسد قال إن السلام بين العرب والإسرائيليين وتحديداً على المسار السوري كان الموضوع الأهم على قمة سلم أولويات لقائه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي, داعيا إسرائيل للتوجه إلى الوسيط التركي في حال كانت جادة حيال تحقيق السلام.
وفي معرض رده على أسئلة الحضور قدم الرئيس الأسد رؤية شاملة للقضايا الرئيسية في المنطقة والمتعلقة بموضوع السلام ومتطلباته ودور فرنسا الهام في هذه العملية مشيراً إلى أن هدف زيارته لباريس هو وضع رؤية استراتيجية بعيدة المدى نظراً لفهم فرنسا التاريخي لقضايا المنطقة.
وتابع الأسد أن " مصلحة سورية هي في توفير متطلبات الأمن والاستقرار في المنطقة وكذلك هي مصلحة لفرنسا وأوروبا", مشيرا إلى أن "الفوضى وعدم الاستقرار فيها خلق تربة خصبة للإرهاب".
وعبر الأسد عن تفاؤله بمستقبل المنطقة, مشيرا إلى أن "الظروف الصعبة التي تعاني منها لم تؤثر على إرادة شعوبها".
وعن المصالحة الحوار الفلسطيني, قال الأسد إن " تحقيق المصالحة الفلسطينية ضرورة لأنه بدونها لا يمكن تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة".
ويأتي حديث الأسد عن أهمية المصالحة بعد تجديده خلال زيارته كرواتيا مؤخرا دعم سورية المصالحة بين الفلسطينيين, نافيا أي تدخل سوري في قرار حركة حماس التي دخلت نزاعا مسلحا مع حركة فتح سيطرت إثره على قطاع غزة.
وفي الموضوع الإيراني, جدد الرئيس الأسد التأكيد على "حق إيران بامتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية".
وتدعم سورية الموقف الإيراني المتمسك بحق تخصيب اليورانيوم لانتاج الطاقة النووية بهدف الأغراض السلمية, في حين يعارض الغرب امتلاك إيران مثل هذه التقنية مخافة امتلاك طهران للقنبلة النووية.
وفي سياق آخر,دعا الرئيس الأسد إلى "تعزيز التعاون الثقافي والعلمي بين سورية وفرنسا لما لهذين المجالين من تأثير إيجابي على تعميق العلاقات بين البلدين", مشيرا إلى أنه "بحث مع الرئيس ساركوزي تعزيز التعاون مع متحف اللوفر وتدريب الكوادر وعرض الآثار السورية في المتاحف الفرنسية".
وينهي الرئيس الأسد يوم السبت زيارة عمل بدأها إلى باريس يوم الخميس الماضي واستمرت ثلاثة أيام, التقى خلالها مسؤولين فرنسيين على رأسهم الرئيس ساركوزي.