الرئيس الأسد يلقي كلمة أمام مؤتمر القمة الاقتصادية لمنظمة الدول الإسلامية «كومسيك»: بؤر الانفجار تدمر الأمل بحلول قريبة ولا قيمة لرفاهية إنسان لا يعرف الأمان.. إمكانياتنا الضخمة تؤمن حالة مثالية للتكامل وإعطاء عمق أكبر للمنظمة
عقدت في اسطنبول قبل ظهر أمس القمة الاقتصادية للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لدول منظمة المؤتمر الإسلامي (كومسيك) في دورتها الخامسة والعشرين بمشاركة السيد الرئيس بشار الأسد وعدد من رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في المنظمة..
وألقى الرئيس الأسد كلمة في القمة قال فيها: يسعدني أن يكون لقاؤنا اليوم في تركيا البلد الشقيق الذي نكنّ له كل المحبة والاحترام ونحمل لقيادته أطيب مشاعر التقدير لما تبذله من جهود صادقة ومخلصة لإعلاء شأن العالم الإسلامي.
وإن مشاركتنا اليوم في أعمال إحدى مؤسسات منظمة المؤتمر الإسلامي تؤكد الأهمية التي نعولها على هذه المنظمة وعلى دورها المستقبلي وهي التي أثبتت على مدى العقود الماضية مكانتها ودورها المميزين كجامعة لدول العالم الإسلامي.
بناء علاقة متينة ومتجذرة
وقال الرئيس الأسد: إن لقاءنا اليوم في الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس الكومسيك ليس حدثاً احتفالياً بمقدار ما هو فرصة مهمة للمراجعة والتقييم واستقراء المستقبل وتصويب المسار.. فما قمنا به منذ التأسيس فيه الإنجاز وفيه التقصير وبمقارنة بسيطة مع تجمعات دولية أخرى نشأت بعد نشوء منظمتنا وقطعت خطوات واسعة في مجال التعاون الاقتصادي بين بلدانها نلمس مباشرة بُعد المسافة التي تفصل بين واقعنا وطموحات شعوبنا في بناء علاقة متينة واسعة ومتجذرة فيما بينها تتناسب مع العناصر الثقافية والاجتماعية الكثيرة التي جمعتها عبر التاريخ وتستثمر الفضاء الواسع الذي يشكله عالمنا الإسلامي بما يحتويه من إمكانيات متنوعة وموارد غنية.
وأضاف الرئيس الأسد: إذا كانت الجوانب القانونية والفنية ضرورية للنهوض بهذا التعاون فإن الإرادة السياسية هي الأساس لذلك.. ولكي تتمكن هذه الإرادة من إنجاز ما تسعى إليه فلا بد لها أن تكون مستقلة عن أي محاولات للتدخل الخارجي تسعى لتقييدها أو توجيهها وأن تكون بالتالي نابعة من أرضها ومن إرادة شعبها.
الازدهار ليس سلعة مستوردة
وقال الرئيس الأسد: لقد علمتنا العقود الماضية أن ازدهار بلداننا لا يمكن أن يكون سلعة مستوردة وأن علاقاتنا مع بقية دول العالم لا يمكن أن تغنينا عن علاقات متطورة تربط فيما بيننا وتعطينا المزيد من المناعة في ظل منافسة عالمية متزايدة تتخللها محاولات الهيمنة على القرارات الاقتصادية للدول النامية والضغط عليها بهدف إبقائها مجرد دول مستهلكة غير منتجة تعمل كأسواق لتصريف ما ينتجه الآخرون.
لن نتحول الى دول منتجة ما لم نمتلك المعرفة والعلم
وأضاف الرئيس الأسد: أما نحن فلا يمكن أن نتحول إلى دول منتجة ما لم نمتلك المعرفة والعلم الضروريين لخلق الإبداع الذي يشكل بوابة الازدهار..
وهذا يعني أن التطور الاقتصادي لا يمكن أن يتحقق فقط من خلال التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة على أهميتها بل من خلال البحث العلمي الذي يشكل أساس اقتصادات الدول المتطورة.. وهذا يتطلب أن ننطلق من نظرة شاملة للتعاون ترتكز على تعزيز التعاون الاقتصادي من خلال تذليل العقبات التي تقف في وجه المؤسسات التي تتبع للمنظمة أو تلك التابعة لدولنا ومن خلال إزالة العقبات التي تعيق تنقل المستثمرين وفي مقدمتها اعتماد بطاقة رجال الأعمال بدلاً من سمات الدخول وهذا الشيء الذي اعتمدته سورية كأول دولة في هذه المنظمة في شهر أيار الماضي وأنا أشجع كل الدول على أن تطبق أو أن تصدق على هذا الإجراء.. وتكليف مركز الدراسة والبحث لدى منظمة المؤتمر الإسلامي بإعداد دراسات للمشاريع التنموية ذات البعد الإقليمي بين الدول الإسلامية المتجاورة وبشكل خاص خطوط النقل البري إضافة إلى توقيع اتفاقية ضمان وتشجيع الاستثمارات واتفاقية نظام الأفضليات بين دول المنظمة.. هذه الخطوات البسيطة مهمة جداً لخلق التعاون بين دولنا والا تبقى الاتفاقيات على ورق والمشاريع الكبرى تبقى مجرد أحلام كما ترتكز في الوقت نفسه على إقامة المشاريع البحثية المشتركة من خلال دعم لجنة التعاون العلمي (الكومستيك) وتمويل صندوق البحث والتنمية الذي تم إقراره في قمة إسلام آباد عام 2006 وخاصة أن عدداً من الدول الإسلامية قد قطع أشواطاً في هذا المجال وأصبحت لديها مؤسسات علمية رفيعة المستوى قادرة على رفد أي مشروع بحثي مشترك يتفق عليه بالكوادر العلمية الضرورية لتأسيسه.
إمكاناتنا الضخمة تؤمن حالة مثالية للتكامل
وتابع الرئيس الأسد: هذا من شأنه أن يمكننا من الإفادة الحقيقية من الإمكانيات الضخمة المتوافرة في بلداننا والتي تؤمن حالة مثالية للتكامل بين الموارد المتنوعة فيها سواء أكانت موارد مالية أم بشرية.. ثروات طبيعية أو قدرات صناعية وتكنولوجية عالية كما أنه يفسح المجال لاحقاً لتوسيع التعاون بين منظمتنا وغيرها من التكتلات الأخرى كآسيان والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي بغية إعطاء عمق أكبر للمنظمة ودولها في مختلف المجالات على الساحة الدولية.
لا يمكن تحقيق الازدهار في منطقتنا وبؤر الانفجار تدمر كل أمل بحلول قريبة
وقال الرئيس الأسد: بمقدار ما يرتبط الاقتصاد بالمعرفة بمقدار ما يرتبط بالسياسة.. فما قيمة الحديث عن الرفاهية أمام إنسان لا يعرف الأمان وحياته مهددة مع مطلع كل صباح وكيف يمكن تحقيق الازدهار في منطقتنا وبؤر الانفجار تدمر كل أمل في حلول قريبة ولا تنتج سوى الألم والإحباط لدى شعوبنا.
نواجه تحديات وجودية لا عابرة
وأضاف الرئيس الأسد: من البدهي أن اقتصادنا مرتبط بوجودنا وما واجهناه خلال عقود مضت هو تحديات وجودية لا عابرة.. ولقد استشعرنا هذا الخطر منذ أربعين عاماً عندما أسسنا المنظمة عقب قيام الإسرائيليين بإحراق المسجد الأقصى واليوم تتكرر المحاولات بشكل أكثر تصميما من أجل إزالته بشكل نهائي بالتوازي مع بدء عملية تهويد القدس عبر طرد الفلسطينيين من منازلهم وإحلال المستوطنين محلهم في عملية منظمة تترافق مع العدوان اليومي وارتكاب المجازر الجماعية وتدمير البنى التحتية بهدف دفع الفلسطينيين لليأس المطلق وبالتالي الهجرة خارج أرضهم فلسطين كسياق طبيعي يؤدي في محصلته النهائية إلى تحقيق الدولة اليهودية الصافية.
لا قيمة لبيانات الإدانة والشجب
وقال الرئيس الأسد: لقد أثبتت الأحداث أن بيانات الإدانة والشجب لم تعد لها أي قيمة فعلية إن لم تترافق بخطوات عملية تبدأ بالضغط على إسرائيل بدلا من مجاملتها أو مكافأتها وتستمر بدعم صمود السكان الأصليين من العرب في وجه الاحتلال الإسرائيلي بمختلف الوسائل من دون استثناء.
مقاومة الاحتلال هي واجب وطني وشرعي وأخلاقي
وأكد الرئيس الأسد أنه في هذا الإطار فإن مقاومة الاحتلال هي واجب وطني ودعمها من قبلنا هو واجب أخلاقي وشرعي ومساندتها شرف نفاخر به وهذا لا ينفي أبدا رغبتنا الثابتة بتحقيق السلام العادل والشامل على أساس عودة الأراضي المحتلة وفي مقدمتها الجولان السوري المحتل ولكن فشل المفاوضات في إعادة الحقوق كاملة يعني بشكل آلي حلول المقاومة كحل بديل.
إيقاف الاستيطان خطوة هدفها إنهاء الاحتلال
وأوضح الرئيس الأسد أنه في إطار الحديث عن الحقوق علينا ألا نخدع بما يطرح حول إيقاف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية كأساس للعودة للمفاوضات وكأن المشكلة كلها أصبحت تكمن في الاستيطان فقط.. فإيقاف الاستيطان ليس هدفاً بحد ذاته بل مرحلة أو خطوة لا أكثر.. فماذا عن إزالة المستوطنات بدلاً من إيقافها والأهم من ذلك ماذا عن إنهاء الاحتلال... لذلك علينا أن نبقي المشكلة في إطارها الأساسي والسبب الحقيقي لها هو الاحتلال الإسرائيلي .. فإنهاء الاحتلال يضمن لنا إيقاف ومن ثم إزالة المستوطنات وليس العكس.
ما يحصل في غزة سيبقى متجذراً في عقولنا
وقال الرئيس الأسد: أما ما يحصل في غزة فسيبقى متجذراً في مخيلتنا ومنغرساً في عقولنا كواحدة من أسوأ جرائم الحرب التي عرفها التاريخ الحديث استخدمت فيها الأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين بشكل يعبر عن وحشية إسرائيل.
وأضاف الرئيس الأسد: إن دعم غزة يكون بالرفع المباشر للحصار الذي تتعرض له وتأمين المتطلبات الأساسية لاستمرار الحياة فيها من قبل دولنا بشكل جماعي وعاجل.
الاعتماد على الآخرين لا يحقق أياً من أهدافنا
وأكد الرئيس الأسد أن ما حصل في غزة من جرائم ورد الفعل الدولي اللامبالي تجاهه وتعاطي بعض الدول الغربية السلبي مؤخراً مع تقرير غولدستون الذي فضح بالأدلة جرائم إسرائيل، ومحاولاتهم التغطية على هذه الجرائم يؤكد أن الاعتماد على الآخرين لن يجعلنا نحقق أياً من أهدافنا.. فلا حلول منصفة حين يقررها الآخرون نيابة عنا ولا أحد سيحرص على مصالحنا أو يصون حقوقنا عندما نتهاون بشأنها ولا يمكننا الاعتماد على أي كان عندما لا يمكننا الاعتماد على أنفسنا. أما الوعود المخادعة فمصيرها التبدد.. والاستسلام لها يعني تبدد مكانتنا وحقوقنا ومصالحنا.
وشكر الرئيس الأسد في ختام كلمته الرئيس التركي عبد الله غل لجهوده التي يبذلها في سبيل تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية متمنياً له كل التوفيق.
عقدت في اسطنبول قبل ظهر أمس القمة الاقتصادية للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لدول منظمة المؤتمر الإسلامي (كومسيك) في دورتها الخامسة والعشرين بمشاركة السيد الرئيس بشار الأسد وعدد من رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في المنظمة..
|
وإن مشاركتنا اليوم في أعمال إحدى مؤسسات منظمة المؤتمر الإسلامي تؤكد الأهمية التي نعولها على هذه المنظمة وعلى دورها المستقبلي وهي التي أثبتت على مدى العقود الماضية مكانتها ودورها المميزين كجامعة لدول العالم الإسلامي.
بناء علاقة متينة ومتجذرة
وقال الرئيس الأسد: إن لقاءنا اليوم في الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس الكومسيك ليس حدثاً احتفالياً بمقدار ما هو فرصة مهمة للمراجعة والتقييم واستقراء المستقبل وتصويب المسار.. فما قمنا به منذ التأسيس فيه الإنجاز وفيه التقصير وبمقارنة بسيطة مع تجمعات دولية أخرى نشأت بعد نشوء منظمتنا وقطعت خطوات واسعة في مجال التعاون الاقتصادي بين بلدانها نلمس مباشرة بُعد المسافة التي تفصل بين واقعنا وطموحات شعوبنا في بناء علاقة متينة واسعة ومتجذرة فيما بينها تتناسب مع العناصر الثقافية والاجتماعية الكثيرة التي جمعتها عبر التاريخ وتستثمر الفضاء الواسع الذي يشكله عالمنا الإسلامي بما يحتويه من إمكانيات متنوعة وموارد غنية.
وأضاف الرئيس الأسد: إذا كانت الجوانب القانونية والفنية ضرورية للنهوض بهذا التعاون فإن الإرادة السياسية هي الأساس لذلك.. ولكي تتمكن هذه الإرادة من إنجاز ما تسعى إليه فلا بد لها أن تكون مستقلة عن أي محاولات للتدخل الخارجي تسعى لتقييدها أو توجيهها وأن تكون بالتالي نابعة من أرضها ومن إرادة شعبها.
الازدهار ليس سلعة مستوردة
وقال الرئيس الأسد: لقد علمتنا العقود الماضية أن ازدهار بلداننا لا يمكن أن يكون سلعة مستوردة وأن علاقاتنا مع بقية دول العالم لا يمكن أن تغنينا عن علاقات متطورة تربط فيما بيننا وتعطينا المزيد من المناعة في ظل منافسة عالمية متزايدة تتخللها محاولات الهيمنة على القرارات الاقتصادية للدول النامية والضغط عليها بهدف إبقائها مجرد دول مستهلكة غير منتجة تعمل كأسواق لتصريف ما ينتجه الآخرون.
لن نتحول الى دول منتجة ما لم نمتلك المعرفة والعلم
وأضاف الرئيس الأسد: أما نحن فلا يمكن أن نتحول إلى دول منتجة ما لم نمتلك المعرفة والعلم الضروريين لخلق الإبداع الذي يشكل بوابة الازدهار..
وهذا يعني أن التطور الاقتصادي لا يمكن أن يتحقق فقط من خلال التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة على أهميتها بل من خلال البحث العلمي الذي يشكل أساس اقتصادات الدول المتطورة.. وهذا يتطلب أن ننطلق من نظرة شاملة للتعاون ترتكز على تعزيز التعاون الاقتصادي من خلال تذليل العقبات التي تقف في وجه المؤسسات التي تتبع للمنظمة أو تلك التابعة لدولنا ومن خلال إزالة العقبات التي تعيق تنقل المستثمرين وفي مقدمتها اعتماد بطاقة رجال الأعمال بدلاً من سمات الدخول وهذا الشيء الذي اعتمدته سورية كأول دولة في هذه المنظمة في شهر أيار الماضي وأنا أشجع كل الدول على أن تطبق أو أن تصدق على هذا الإجراء.. وتكليف مركز الدراسة والبحث لدى منظمة المؤتمر الإسلامي بإعداد دراسات للمشاريع التنموية ذات البعد الإقليمي بين الدول الإسلامية المتجاورة وبشكل خاص خطوط النقل البري إضافة إلى توقيع اتفاقية ضمان وتشجيع الاستثمارات واتفاقية نظام الأفضليات بين دول المنظمة.. هذه الخطوات البسيطة مهمة جداً لخلق التعاون بين دولنا والا تبقى الاتفاقيات على ورق والمشاريع الكبرى تبقى مجرد أحلام كما ترتكز في الوقت نفسه على إقامة المشاريع البحثية المشتركة من خلال دعم لجنة التعاون العلمي (الكومستيك) وتمويل صندوق البحث والتنمية الذي تم إقراره في قمة إسلام آباد عام 2006 وخاصة أن عدداً من الدول الإسلامية قد قطع أشواطاً في هذا المجال وأصبحت لديها مؤسسات علمية رفيعة المستوى قادرة على رفد أي مشروع بحثي مشترك يتفق عليه بالكوادر العلمية الضرورية لتأسيسه.
إمكاناتنا الضخمة تؤمن حالة مثالية للتكامل
وتابع الرئيس الأسد: هذا من شأنه أن يمكننا من الإفادة الحقيقية من الإمكانيات الضخمة المتوافرة في بلداننا والتي تؤمن حالة مثالية للتكامل بين الموارد المتنوعة فيها سواء أكانت موارد مالية أم بشرية.. ثروات طبيعية أو قدرات صناعية وتكنولوجية عالية كما أنه يفسح المجال لاحقاً لتوسيع التعاون بين منظمتنا وغيرها من التكتلات الأخرى كآسيان والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي بغية إعطاء عمق أكبر للمنظمة ودولها في مختلف المجالات على الساحة الدولية.
لا يمكن تحقيق الازدهار في منطقتنا وبؤر الانفجار تدمر كل أمل بحلول قريبة
وقال الرئيس الأسد: بمقدار ما يرتبط الاقتصاد بالمعرفة بمقدار ما يرتبط بالسياسة.. فما قيمة الحديث عن الرفاهية أمام إنسان لا يعرف الأمان وحياته مهددة مع مطلع كل صباح وكيف يمكن تحقيق الازدهار في منطقتنا وبؤر الانفجار تدمر كل أمل في حلول قريبة ولا تنتج سوى الألم والإحباط لدى شعوبنا.
نواجه تحديات وجودية لا عابرة
وأضاف الرئيس الأسد: من البدهي أن اقتصادنا مرتبط بوجودنا وما واجهناه خلال عقود مضت هو تحديات وجودية لا عابرة.. ولقد استشعرنا هذا الخطر منذ أربعين عاماً عندما أسسنا المنظمة عقب قيام الإسرائيليين بإحراق المسجد الأقصى واليوم تتكرر المحاولات بشكل أكثر تصميما من أجل إزالته بشكل نهائي بالتوازي مع بدء عملية تهويد القدس عبر طرد الفلسطينيين من منازلهم وإحلال المستوطنين محلهم في عملية منظمة تترافق مع العدوان اليومي وارتكاب المجازر الجماعية وتدمير البنى التحتية بهدف دفع الفلسطينيين لليأس المطلق وبالتالي الهجرة خارج أرضهم فلسطين كسياق طبيعي يؤدي في محصلته النهائية إلى تحقيق الدولة اليهودية الصافية.
لا قيمة لبيانات الإدانة والشجب
وقال الرئيس الأسد: لقد أثبتت الأحداث أن بيانات الإدانة والشجب لم تعد لها أي قيمة فعلية إن لم تترافق بخطوات عملية تبدأ بالضغط على إسرائيل بدلا من مجاملتها أو مكافأتها وتستمر بدعم صمود السكان الأصليين من العرب في وجه الاحتلال الإسرائيلي بمختلف الوسائل من دون استثناء.
مقاومة الاحتلال هي واجب وطني وشرعي وأخلاقي
وأكد الرئيس الأسد أنه في هذا الإطار فإن مقاومة الاحتلال هي واجب وطني ودعمها من قبلنا هو واجب أخلاقي وشرعي ومساندتها شرف نفاخر به وهذا لا ينفي أبدا رغبتنا الثابتة بتحقيق السلام العادل والشامل على أساس عودة الأراضي المحتلة وفي مقدمتها الجولان السوري المحتل ولكن فشل المفاوضات في إعادة الحقوق كاملة يعني بشكل آلي حلول المقاومة كحل بديل.
إيقاف الاستيطان خطوة هدفها إنهاء الاحتلال
وأوضح الرئيس الأسد أنه في إطار الحديث عن الحقوق علينا ألا نخدع بما يطرح حول إيقاف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية كأساس للعودة للمفاوضات وكأن المشكلة كلها أصبحت تكمن في الاستيطان فقط.. فإيقاف الاستيطان ليس هدفاً بحد ذاته بل مرحلة أو خطوة لا أكثر.. فماذا عن إزالة المستوطنات بدلاً من إيقافها والأهم من ذلك ماذا عن إنهاء الاحتلال... لذلك علينا أن نبقي المشكلة في إطارها الأساسي والسبب الحقيقي لها هو الاحتلال الإسرائيلي .. فإنهاء الاحتلال يضمن لنا إيقاف ومن ثم إزالة المستوطنات وليس العكس.
ما يحصل في غزة سيبقى متجذراً في عقولنا
وقال الرئيس الأسد: أما ما يحصل في غزة فسيبقى متجذراً في مخيلتنا ومنغرساً في عقولنا كواحدة من أسوأ جرائم الحرب التي عرفها التاريخ الحديث استخدمت فيها الأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين بشكل يعبر عن وحشية إسرائيل.
وأضاف الرئيس الأسد: إن دعم غزة يكون بالرفع المباشر للحصار الذي تتعرض له وتأمين المتطلبات الأساسية لاستمرار الحياة فيها من قبل دولنا بشكل جماعي وعاجل.
الاعتماد على الآخرين لا يحقق أياً من أهدافنا
وأكد الرئيس الأسد أن ما حصل في غزة من جرائم ورد الفعل الدولي اللامبالي تجاهه وتعاطي بعض الدول الغربية السلبي مؤخراً مع تقرير غولدستون الذي فضح بالأدلة جرائم إسرائيل، ومحاولاتهم التغطية على هذه الجرائم يؤكد أن الاعتماد على الآخرين لن يجعلنا نحقق أياً من أهدافنا.. فلا حلول منصفة حين يقررها الآخرون نيابة عنا ولا أحد سيحرص على مصالحنا أو يصون حقوقنا عندما نتهاون بشأنها ولا يمكننا الاعتماد على أي كان عندما لا يمكننا الاعتماد على أنفسنا. أما الوعود المخادعة فمصيرها التبدد.. والاستسلام لها يعني تبدد مكانتنا وحقوقنا ومصالحنا.
وشكر الرئيس الأسد في ختام كلمته الرئيس التركي عبد الله غل لجهوده التي يبذلها في سبيل تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية متمنياً له كل التوفيق.