الأسد: علاقاتنا مع واشنطن تحسنت بشكل محدود ولم تصل لمستوى عودة الثقة | |
"الطرفان السوري والأوروبي غير ناضجين للشراكة بعد, وهناك جوانب فنية نعترض عليها في الاتفاقية" قال الرئيس بشار الأسد إن "العلاقات السورية الأمريكية تحسنت بشكل محدود, ولم تصل لمستوى عودة الثقة" |
وأضاف الأسد في حديث لصحيفة لوفيغارو الفرنسية "ما زالت هناك عقوبات أمريكية تجاه سورية وعندما لا تكون هناك علاقات جيدة من الصعب أن تتحرك معهم في عملية السلام, وهم راع أساسي لعملية السلام".
وشهد العام الحالي تطوراً في العلاقات السورية الأمريكية منذ تسلم الرئيس الأمريكي باراك أوباما مهامه في البيت الأبيض, إذ قام عدد من الوفود من مجلسي الكونغرس والنواب بزيارة دمشق إضافة إلى مسؤولين من وزارة الخارجية الأمريكية, كما قررت الولايات المتحدة إعادة سفيرها إلى دمشق.
ولفت الأسد إلى أن "أول شيء كنا نتوقعه من إدارة الرئيس بارك أوباما هو ما يتعلق بموضوع السلام", مشيرا إلى "بداية حركة في هذا الإطار, حيث استقبلنا المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل وبدأنا حوارا حول موضوع السلام ولكن لم يتطور هذا الحوار إلى أكثر من تبادل آراء, لم تحصل رؤية مشتركة, ولا توجد خطة تنفيذية".
وزار ميتشل دمشق مرتين خلال الجولات السبع التي قام بها إلى المنطقة لتنشيط عملية السلام, حيث وصف محادثاته مع المسؤولين السوريين بالبناءة.
وفيما يخص العناصر الأساسية لإعادة إطلاق عملية المفاوضات السلمية مع الإسرائيليين, قال الأسد إن "السلام بحاجة لإطراف تريد السلام أولا ولراع أو وسيط, وبالنسبة للأطراف نحن لدينا رغبة في السلام كعرب وهناك مبادرة عربية للسلام", مضيفا انه "مع كل أسف الحكومة الجديدة في إسرائيل لا ترغب في إعادة إطلاق المفاوضات على الرغم من أن سورية عبرت أكثر من مرة عن رغبتها في العودة للمفاوضات وكذلك الجانب التركي أعلن رغبته في أن يكون وسيطا".
وتابع الرئيس الأسد "طبعا هناك نقطة ضعف أخرى هي الراعي الأمريكي, ما عبر عنه الرئيس أوباما جيد ونحن نتفق معه كمبادئ ولكن كما قلت ما هي خطة العمل", موضحا أن "الراعي يجب أن يضع خطة عمل وأن يكون مبادرا وليس منفعلا أو أن ينتظر فقط على الأطراف, فإذاً هذه العوامل التي لم تطلق عملية السلام".
ولفت الأسد "لكي نكون واضحين نحن نفترض أن تكون هناك مرجعية وهي مرجعية مدريد التي تتحدث عن تطبيق قرارات مجلس الأمن وتتحدث طبعا عن مبدأ الأرض مقابل السلام", مشيرا إلى أن "تبني إسرائيل هذه المرجعية يطلق عملية السلام".
وترفض إسرائيل حتى الآن شروط السلام الأساسية مثل عودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية, بالإضافة إلى رفضها الوساطة التركية لإعادة إطلاق المحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل.
وردا على سؤال حول ما تنتظره سورية من العلاقات السورية- الفرنسية بعد أن أصبحت ممتازة, قال الرئيس بشار الأسد أننا داما نتحدث عن دور أوروبي بالنسبة لقضايا المنطقة في الشرق الأوسط", مضيفا انه "من المعرف أن فرنسا تاريخيا تقود الدور السياسي في أوروبا, وهذا الشيء واضح, عندما أعاد الرئيس نيكولا ساركوزي الديناميكية السياسية, تحركت أوروبا معه سياسيا".
وتابع الأسد انه "بعد عام ونصف من عودة العلاقات بشكل جيد مع فرنسا وبعد أن بنينا الثقة الآن نستطيع أن نرى رؤية أوضح للمستقبل", مضيفا أن "العلاقات في المجال الاقتصادي بدأت تتحرك, وانه سيكون لديه لقاء مع عدد من رجال الأعمال خلال الزيارة".
وتعيش العلاقات السورية الفرنسية فترة من الدفء إذ شهدت هذه العلاقات تحسنا ملحوظا في عهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على مختلف الصعد, وخاصة بعد الدور السوري الفاعل في اتفاق الدوحة بين الأطراف اللبنانية في أيار العام الماضي, إذ قام بزيارة دمشق مرتين في أيلول وكانون الثاني الماضيين, وذلك بعد توتر ساد العلاقات في عهد الرئيس السابق جاك شيراك.
وعن اتفاق الشراكة السورية الأوروبية, أعرب الرئيس الأسد عن اعتقاده بان الطرفين السوري والأوربي غير ناضجين لهذه الشراكة بعد, مضيفا أن "هناك جوانب فنية نحن نعترض عليها في الاتفاقية, الآن الحكومة السورية تدرس هذه الاتفاقية وستضع ما هي الأشياء التي تعتقد أنها يجب أن تكون موجودة وهي غير موجودة وعندها ستطرح هذه النقاط مع المفوضية الأوروبية".
وقال الأسد "بالنسبة لنا من الناحية الاقتصادية والإدارية لا بد لنا من بعض التطوير لكي تكون السلبيات قليلة وبنفس الوقت الدعم الأوروبي الموجود في المقترح غير كاف لدعمنا في عملية التطوير", مضيفا أنه "بالنسبة للجانب الأوروبي فأنهم بحاجة إلى المزيد من الاستقلالية من الناحية السياسية والدليل أنه وبعد أن وقعنا بالأحرف الأولى على الاتفاقية تحولوا مع الولايات المتحدة وليس العكس ضد سورية فالشريك يجب أن يكون صديقا ولم نر هذا الشيء خلال السنوات الماضية".
وتقوم الوزارات والهيئات السورية المعنية حاليا بدراسة اتفاق الشراكة وخاصة وزارات الزراعة والصناعة والاقتصاد والاتصالات أخذة بعين الاعتبار المتغيرات التي حدثت في الاقتصاد العالمي منذ عام 2004 تاريخ انتهاء المفاوضات بين الجانبين وتم إثرها التوقيع بالأحرف الأولى وفي نهاية العام الماضي تم التأشير بالأحرف الأولى على نص معدل للاتفاق.
وعن استيلاء إسرائيل على سفينة فرانكوب المحملة بالأسلحة لحزب الله, قال الرئيس الأسد إن "هذه من الأكاذيب الإسرائيلية المتكررة, ما هو الدليل على كل هذا الكلام, بأنها كانت تأتي إلى حزب الله أو الدولة", لافتا إلى "حق الدول في شراء السلاح".
وأضاف الأسد أن السؤال الأساسي هو هل يحق لإسرائيل أن تقوم بعملية قرصنة, أن تذهب في عرض البحر وتوقف سفينة, هل هي مفوضة من الأمم المتحدة للقيام بهذا العمل", مشيرا إلى أن "المشكلة هي أن هذا الفعل بأساسه هو خطأ ومخالف للقانون الدولي وليس فيما تحمله المركبة, أما إذا كان السلاح محرما على الآخرين في المنطقة فهل يحق لإسرائيل أن تأخذ سلاحا بشكل حر من أمريكا وأوروبا, ونعتقد أن هذا الطرح فيه ازدواجية معايير".
واعترضت إسرائيل الأربعاء قبل الماضي سفينة فرانكوب التي ترفع علم جزيرة أنتيغاوا على بعد 150 كيلومترا من السواحل الفلسطينية, زاعمة إنها تحوي معدات عسكرية متوجهة من إيران إلى سورية أو "حزب الله" اللبناني, في حين وصفت سورية العمل الإسرائيلي بأنه من أعمال القرصنة.