مهـــلاً حبيبــتي
مهلاً على هذا الفؤاد المضرم
فلترحمِ خفقاته أو فاظلمي
***
لا تتركيه يغوصُ في فوضى الهوى
كحزينة ضلّت بساحة مأتمِ
***
آذته حسـناء العيون بطرفهـا
تركته مشنوقاً بطرف منعّمِ
***
الشعر مأساةٌ، فكلُّ قصيدةٍ
كتبت بخط يدي مزقهـا دمي
***
هل بتُّ ناسٍ كلَّ ما أدركته
إلاّ صـباك وبسمتين على الفمِ
***
يا قلب مهلاً فالبحار خطيرةٌ
فلتبتعد عن موجهـا المتلاطمِ
***
كم رحت أشكو حبهـا وفراقهـا
للوردة الحيرى ولوح المرسمِ
***
ورسمت عينيهـا كمتحف بابلٍ
فيه اختزلتُ حضارة المتقدّمِ
***
أعياني حبك يا شقيقة نرجسٍ
يا جلناري، يا حريق العندمِ
***
يا ساكناً سكن الفؤاد بحبّه
هلاّ أقمت بناء حبَّـكِ في دمي
***
كالقصر إن كنت به فاذهبـ
ـتِ تحرّكتْ نيرانه كجهنمِ
***
جودي عليه بقبلتين تيمّناً
مستعجلاً رُدّي عليـه وسلّمي
***
ماذا تقول قصيدتي؟ وقصيدتي
أنت التي تبنينهـا وتهدّمي
***
لا الوصف يوصلني إليك كأنني
مقصوصة الجنحين تقوم وترتمي
***
كانت تحلّق فوق الورود مسليةً
عبقـاً عليهـا فانتشت كمدمدمِ
***
لفظت قصيدتهـا الأخيرة كالذي
أدَّى رسالة حبه للعالمِ
***
فرسالة العُشَّـاق تبقى منارةً
فتعلّمي منهـا الوفاء وعلّمي
******************