روايـــةُ قريـة
الفصل الأوّل: القسم التّعليميّ في القرية:
في هذه القرية المؤلّفة من عشرين ألف نسمة هنـاك ما يقارب سبع مدارس لتعليم الصفوف الدُّنيـا؛ أي مرحلة التعليم الأساسيّ، وهناك مدرستان لتعليم الصّفوف المتوسّطة؛ أي الحلقة الثانية من برنامج التعليم الأساسي، وهناك ثانويّتان للتعليم الثانويّ.
إذا ما نظرتَ إلى التّعليم الثّانويّ في هذه القرية لوجدنا فيها مدرستين فقط، أما في حال نظرتَ قليلاً إلى حال المعاهد الخاصّـة بالتعليم الثانويّ في القرية لوجدناها أربعة معاهد خاصّـة ولا أحد يعلم كم سيكون عددها بعد عام أو عامين.
الطّامة الكبرى في هذه المعاهد الخاصّـة بعضها مرخّص ومسموح له بالتّعليم وبعضها لا، والكُلُّ يدرّسُ في هذه المعاهد وقد تجدُ في هذه المعاهد أشخاص ليس لديهم إجازة في المادّة التي يدرسونها، وأشخاص ليس لديهم خبرة في التدريس، والإدارة غير مبالية، والأفظع من ذلك أنَّ مديري بعض المعاهد ليس لهُ علاقة بالأصـل بالتدريس، فقد يكون فلاح أو ضابط أو يعمل بالتّجارة أو أي مهنة أخرى لا تتّصل بالتعليم لا من قريب ولا من بعيد.
وعندما يدخل المدرّس إلى غرفة الصّف في المدرسة ليعلّم الطّلاب فيُفاجئ بقول أحد الطلبة لَـهُ: ما ستعطينا إيّـاه تعلّمناهُ بالمعهد الخاصّ، فيتساءلُ المدرّس ما الّذي سيفعله مع هؤلاء الطلبة، والقوانين لا تخوله بأن يتّخذ أي إجراء مع هؤلاء الطلبة، وإذا قام باتّخاذ أي إجراء من نفسِه لوجد نفسه معاقب هو على ذلك الإجراء الّذي اتّخذه، فيقع المدرّس في المدرسة بموقف حرج لا يتمنّاه أي مدرس أن يكون محلّه في هذا الموقف الحرج.
* سنتابع في اليوم الآتي، وأتمنى أن أرى ملاحظاتكم على هذه البداية.